إكس خبر- يتوق المرء للاسترخاء والاستمتاع بفترة من راحة البال، فيستعين بمشاهدة البرامج الكوميدية المفضّلة لديه، سعياً منه لأن يضحك قدر الإمكان، إذ كشفت دراسة جديدة أجرتها في نيسان الماضي جامعة لوما ليندا في كاليفورنيا أن الضحك يخلق وفرةً في موجات “غاما” الدماغية، فأصبح وسيلةً مقترَحة لمعالجة المشكلات النفسية.
موجات “غاما” الدماغية تدلّ على الرضى والسعادة
جمع الباحثون لدراستهم 31 مشاركاً وطلبوا منهم أن يشاهدوا لمدّة عشر دقائق مقاطع فيديو فكاهية، مقاطع مؤلمة، وأخرى روحانية. أُخضِعَ المشاركون لرصد الـEEG وهي تقنية في التشخيص الطبي، بحيث تم قياس ترددات موجات أدمغتهم من 1 إلى 40 هرتز. خلال مشاهدتهم للفيديو الفكاهي، بيّنت داتا الـEEG أن الدماغ قد أنتج معدّلاتٍ مهمّة من موجات “غاما” (30 إلى 40 هرتز)، وهي التي تكون وافرة في أدمغة الأشخاص الذين يقومون بالتأمل دَورياً والذين بلغوا حالةً من الرضى والسعادة.
الضحك حلٌّ نفسي
جرّاء موجات “غاما” الدماغية يفكّر الإنسان بوضوحٍ أكثر، الأمر المهم جدّاً إذا ما أراد إعادة النظر في جوانب من حياته أو إعادة تنظيمها، فيشعر بتجدّدٍ جرّاء ذلك، مما يشكّل فعلاً حلاً لحياة نفسية سليمة. فخلافاً عن الفيديو الطريف الذي جعل المشاركين في الدراسة يشعرون تماماً كالمتأملين، جعلهم الفيديو الروحاني أو الديني يخلقون موجات “ألفا” من أدمغتهم، وهي المشابهة لتلك خلال الفترة التي يستلقي ويرتاح فيها الإنسان، فيما كانت الموجات المسطّحة هي النتيجة عن الفيديو المؤلم، وهي الموجات التي يخلقها الأشخاص المنفصلون عن واقعهم أو الراغبون بأن يكونوا في مكانٍ آخر.
لطالما تمّ اللجوء إلى الضحك للراحة النفسية
على مدى سنوات، ومنذ القرن الثالث عشر لطالما استعان الأطباء بحسّ الفكاهة لإلهاء مرضاهم والتخفيف عنهم، في سبيل تقليص قلقهم وخوفهم من الأوجاع. كما أن دراساتٍ عديدة أثبتت التأثير الإيجابي للضحك في صحة الإنسان، فبعد تقييمها للمشارِكين قبل وبعد مشاهدتهم لفيديو كوميدي، بيّنت مدى تخفيف الضّحك من شعورهم بالألم وتخفيضه للهرمونات المتعلقة بالأرق لديهم. اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، يلجأ الناس للمعالجة عبر الضّحك، وأكدت المجلات الطبية أن الضحك يحسّن من نوعية الحياة عند المرضى المعانين من مشكلاتٍ مزمنة، الأمر الذي يشرح انتشار المستشفيات التي تستعمل الضحك في برامج للعلاج النفسي كوسيلة مُكَمّلة وإضافية فعّالة.