تقرير خاص ع.د – هل تحتاج الصين لدعم اميركي لمحاربة من تصفهم بالمتشددين في اقليم شينغيانغ؟ فالصين التي برعت في قمع المسلمين الاويغور على مر عقود من الزمن، وعلى افشال قيام دولة “تركستان” التي يحلمون بها، طالبت الثلاثاء الماضي بدعم اميركي لمواجهة التطرف في اقليم شينغيانغ، معتبرة ان هؤلاء يمثلون تهديدا ليس لبكين فحسب بل للولايات المتحدة ايضا, فهل يجوز للصين تتحالف مع الشيطان ضد المسلمين الايغور فقط لانهم يمارسون حرية المعتقد ولا يعبدون البقرة او قطعة الحجر؟
فالصين حاولت الايحاء بأن “حركة تركستان الشرقية الإسلامية”، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، لا تمثل خطرا حقيقيا على الصين فحسب بل على المجتمع الدولي كله، داعية الولايات المتحدة إلى دعمها في الحرب ضد الارهاب في شينغيانغ.
اما الدعوة فجاءت بعد اجتماع بين نائب وزير الخارجية الصيني شينغ غوبينغ مع السفيرة المتجولة لمكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية تينا قايدانوف، الا ان واشنطن تلتزم الحياد تقريبا في هذه القضية، من دون الاندفاع الى مجاراة بكين في مواقفها العدائية ضد مسلميها لاسباب عديدة يتعلق بعضها بحسب المراقبين بموقف تركيا، المناهض لمواقف بكين بحق الاويغور. كما ان هناك المواقف الاوروبية المنتقدة لتعامل الصين مع مسلمي الاويغور، والتي تضعها في اطار قمع الحريات، والتنكيل بهم لا سيما ان الصين تمارس اضطهادا جماعيا باسم الارهاب بحق جميع المسلمين الاويغور.
ورغم ادعاء الصين مرارا بقيام حركة تركستان بتنجيد الشباب الايغور في صفوفها للقتال في سوريا والعراق، الا ان الكثير من المراقبين الاجانب يشككون بصحة هذه المعلومات وبقدرة الحركة على التنظيم والحشد ويتحدثون عن مبالغة صينية في هذا الامر.
وباسم مكافحة الارهاب طالبت الصين على مر السنوات الماضية خصوصا بعد احداث 11 ايلول جميع الدول بتسليمها أي مسلم أويغوري، بتهمة أن “الأيغور إرهابيون”، و”انفصاليون، ومطلوبون أمنيا”.
ولأن المصالح الدولية تلتقي في اماكن وتختلف في اخرى، فإن مسألة مسلمي الايغور في الصين استطاعت ان توتر مؤخرا العلاقة بين بكين وانقرة اذ ابدت الاخيرة تضامنا كبيرا ضد الاجراءات الصينية بحق الاويغور، فنزل عشرات الاف الاتراك في الشوراع منددين بما اسموه الممارسات العدوانية التي تفرضها الصين عليهم.
كما شهدت السفارة الصينية في اسطنبول احتجاجا لالاف الاتراك بمشاركة من المجتمع المدني ومنظمات حقوقية، واتحاد شباب حزب العدالة والتنمية.
وتعامل بكين المسلمين الايغور معاملة قاسية واتخذت عدة اجراءات قمعية ضدهم تطال معتقدهم الاسلامي اذ منعتهم من الصيام في رمضان، وحرمتهم من حرية ممارسة طقوسهم ومعتقداتهم، وتعرضت الكثير من المساجد الى الازالة والاقفال، بحجة انها تولد الارهاب كما تم اعدام العشرات بتهم ارهابية.
هذه الامور دفعت السلطات التركية الى اعلان اسفها إزاء قرار الصين حظر الصيام وأداء العبادات على أتراك الأويغور.
ويلقى الايغور الدعم التركي، باعتبار ان غالبيتهم يتحدرون من اصول تركية، وتحديدا من الاتراك الرحل، ويقدر عددهم في تركستان او ما يسمى صينيا باقليم شينغيانغ، بحوالي 9 ملايين نسمة، ويعتنق غالبيتهم الإسلام وهو جزء مهمّ من حياتهم وهويّتهم.
وتتهم بكين ديبلوماسيين اتراك بتسهيل النقل غير الشرعي للايغور الى ساحات المعارك في سوريا، وهو ما نفته أنقرة.