رامي جابر – كلمة قرف باتت تلوح أينما خطى السعوديون وكيفما فكّروا حتى السوّاح منهم أصبح يأتيهم كيل من الشتائم والسباب بسبب الوضع المأساوي الذي وصل اليه شعب اليمن من جوع ومرض وأوبئة غريبة عجيبة تنهش بأجساد هؤلاء الفقراء أصلا والذين رأينا صورا للكلاب تسرح وتمرح بجانبهم بانتظار موتهم للانقضاض على جيفهم وسط غياب تام للعالم وانقطاع الادانات واكتفاء الامم المتحدة بإصدار لوائح بعدد من يشتهون لقمة طعام او ماء فقط دون التوضيح كيف سيوصلونه اليهم.
وقفنا كعروبيين الى جانب عاصفة الحزم مدة شهر كامل في دعم منا ضد الدخلاء الذين لا نزال نعتبرهم كذلك بسبب تفكيرهم الغبي والمرتهن للخارج الا ان ذلك لم يعني ولن يعني سكوتنا وانكفاء ضمائرنا او اغماض عيوننا عما يجري لاخوة لنا لا نعرفهم ولكن تربطنا بهم علاقة اسمها 22 دولة عربية تعلمنا منذ القدم اننا فيها واحد.
وجاءت عملية اعادة الأمل التي اعتقدنا فيها ان الامور باتت قريبة من عودة اليمن الى سعادته الا ان هذه العملية لم تحمل في طياتها أي أمل سوى في اسمها الذي طوت عليه الاشهر الثلاثة الاخيرة وجعلته من الماضي, ليتبين ان الحرب لا زالت طويلة في اليمن وان الحوثيين مدعومون بالسلاح والخطط وانهم على سلّم التصعيد حتى باتت الاراضي السعودية في خطر تام وجنود المملكة واهاليها في مرمى نيرانهم وقذائفهم يوميا, فجُنّ جنون المملكة الخضراء فأصبحت السعودية تحرق اليمن متناسية الشعب وملايين الجوعى والمرضى.
فماذا تحتاج السعودية اليوم لتحسم الامر في اليمن؟ الوقت بات يُحسب بالساعات وعلى القيادة في المملكة التفكير بسرعة كبيرة لضبط الامور قبل ان تخرج كلها عن سيطرتها فهي اليوم تنفرد بالساحة اليمنية وتسيطر بالكامل على الاجواء فيها من خلال طيرانها العسكري والاعلام الدولي لا زال مشغولا ومكتوما عنها, وها هو الشعب اليمني وصل الى أسوأ ما يمكن ان يصل اليه انسان في تاريخنا الحديث, فلذلك فعلى السعودية أخذ قرار جدّي اما الحسم بتغيير الخطط العسكرية واستبدالها بأخرى يضعها من يفهم لغة الحوثيين وعلى بيّنة من قدراتهم العسكرية الحقيقية لتحقيق نصر اليوم, او أخذ قرار رجولي واضح وصريح والاتجاه الى حل سياسي ترضخ فيه السعودية والرئيس هادي لبعض شروط الحوثي للخروج من هذه الازمة التي فتحوها على أنفسه.