أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن “سوريا تنبض في قلب واحد حب كرامة وهي قلعة حصينة شامخة بشعبها في كل محافظة ومدينة، وهذا الامتحان يتكرر بفضل المؤمرات على الوطن ويشاء القدر ان ننجح في كل مرة نجاحا باهرا يزيدنا قوة ومناعة”.
ولفت الأسد في كلمة له أمام مجلس الشعب الأريعاء أن “الاعداء يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي لضرب الاستقرار في سوريا ونحن نقر لهم بذكائهم في اختيار التوقيت والاسلوب، ولكن نقر لهم بغبائهم في اختيار الوطن لان هذا الشعب لا ينجح معه هذا الاسلوب”.
وسأل الأسد:”هل المطلوب ان نقود الموجة التي تجتاح العالم العربي اما تقودنا؟”.
واردف: “ما طرح نهار الخميس (قرارات قيادة البعث) ليس قرارات لانها مقررة من العام 2005 وحينها لم يكن هناك ضغوط علينا”.
وذكر أنه “منذ العام 2000 تحدثت في خطاب القسم عن اصلاحات وفي العام 2005 ظهر شكل الاصلاح وبدأت التطورات ومرحلة الضغوط بالاضافة الى سنوات عجاف دفعتنا لتغيير الاولويات، وهذا ليس مبررا ولكن هذا واقع نعرضه واصبحت الاولوية الاهم هي استقرار سوريا والحالة الاجتماعية”.
وعلي أوضخ أن “هذه الاصلاحات لا تؤثر بالفتنة بشكل مباشر والمطلوب تعزيز الوعي الشعبي لحماية سوريا”.
وأشار إلى أن “ما يحصل اليوم هو شبيه بما حصل في العام 2005 من حرب افتراضية، والمطلوب ان يكون هناك هزيمة افتراضية بشكل مختلف تحت عنوان الفوضى وخلق فتنة داخلية، ونحن افشلنا بالوعي الشعبي في العام 2005، واليوم المشكلة اصعب ولكن الوعي الشعبي اكبر ولكن علينا ان نعزز ذلك”.
وتابع: “قاموا بنقل المخطط الى مدن اخرى ونفس الاليات وكان هناك تعليمات منا لمنع جرح اي مواطن سوري، سقط ضحايا وبكل الاحوال الدماء التي نزفت هي دماء سوريا وكل الضحايا هم اخوتنا، ومن الضروري ان نبحث عن الاسباب ليكون ذلك من اجل ضرب الفتنة وحماية الوحدة الوطنية”.
ووصف الرئيس السوري اهل درعا “بأهل الوطنية والعروبة وهم من سيقوم بتطويق القلة التي ارادت خلق الفوضى وتطويق الوحدة الوطنية.اهل درعا لا يحملون اي مسؤولية في ما حصل ولكن عليهم مسؤولية معنا لوأد الفتنة”.
وكشف أن “التحريض بدأ قبل اسابيع من بدء الاضرابات وبعد هذه المرحلة انتقلوا الى التزوير واعتمدوا على التحريض الطائفي عبر رسائل هاتفية ولكي يعززوا هذا الشي ارسلوا ملثمين للتحريض بين ابناء الوطن”.
وتابع:”ما نراه اليوم قد تكون مرحلة اولى او اخيرة ولكن المطلوب ان تضعف سوريا وان تزال اخر عقبة من امام المشروع الاسرائيلي وهم سيعيدون الكرة اكثر من مرة”.
وشدد على أن “كل الشعب السوري اصلاحي ولكن الفتنة دخلت على الموضوع ولا يمكننا ان نقول ان كل من خرج الى الشارع هو متأمر لان المتآمرين هم قلة”.
كما ذكر أنه “عندما بدأت عملية القتل والتخريب تبين ان هناك متآمرين وبعض الفضائيات اعلنت عن تخريب اماكن معينة قبل حصول التخريب بساعات، ونحن مع الاصلاح ولا يمكن ان نكون مع الفتنة”.
واشار رئيس الجمهورية العربية السورية إلى أن “سوريا اليوم تتعرض اليوم لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد الى دول قريبة وبعيدة والى بعض الجهات داخل الوطن وتعتمد على ما يحصل في الدول العربية”.
وتأتي كلمة الاسد غداة موافقته على “استقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري وتكليفها بتسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة”التي سيكون من مهاما البدء بتنفيذ برنامج الاصلاحات.
كما تأتي بعد مسيرات شهدتها دمشق وعدد من المدن السورية تاييدا للاسد وللتاكيد على الوحدة الوطنية وفشل “المشروع الطائفي” الذي تتعرض له بلادهم، وبعد احتجاجات في عدة مدن سورية وأبرزها درعا تطالب بإصلاحات جذرية في النظام.
==========================================
==========================================
تظاهر الأربعاء مئات الأشخاص في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا مرددين هتافات تطالب بالحرية، وذلك عقب كلمة للرئيس السوري بشار الأسد أكد فيها أن بلاده هدفٌ “لمؤامرة”، معتبرا أن بعض المتظاهرين تعرضوا لخداع من “قلة متآمرة” خلطت بين الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إنهم سمعوا أعيرة نارية في منطقة الصليبة التي شهدت مظاهرة من بين مظاهرتين على الأقل نظمتا في المدينة تصدت لهما قوات الأمن.
كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن شهود عيان أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على المتظاهرين في مدينة اللاذقية.
ولم يعلن الرئيس السوري إلغاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ 1963.
مخيب للآمال
وفي أول رد أميركي قال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر للصحفيين في واشنطن إن خطاب الرئيس السوري الأربعاء يفتقر إلى المحتوى، ووصفه بأنه دون التطلعات الإصلاحية التي يريدها الشعب السوري.
في المقابل وصف المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع خطاب الأسد بالمخيب للآمال. وفي حديث مع الجزيرة قال مناع إنّه كان يتوقّع أن يسمع خطابًا يتضمن إصلاحات لا دراسات ومناقشات لحزب البعث.
وأسف مناع كيف تجاهل الأسد الحديث عن الشباب الذين سقطوا في درعا، وقال “لم يقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ولم يذكرهم ويترحم عليهم”.
وذكر مناع أنه تلقى اتصالاُ من جريح في مظاهرات درعا قال له “عشت أربعة أيام حرية أثناء المظاهرات ولن أعود للعبودية”.
لا جديد
بدوره اعتبر الناشط السوري من أجل الحقوق المدنية هيثم المالح أن خطاب الأسد خيّب الآمال في الإصلاح السياسي وينذر بمواصلة قمع التحركات الاحتجاجية في هذا البلد.
وقال المالح لوكالة فرانس برس إن الأسد “لم يقل شيئا، سبق أن سمعنا هذا الخطاب، يقولون دائما إن هناك حاجة إلى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع أنه لا يحصل أي شيء”. وأبدى المالح أسفه قائلا “كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن.. لا شيء”.
وأضاف أن “الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا”، معتبرا أن الرئيس “لم يقم بشيء منذ 11 عاما”، في إشارة إلى عهد بشار الذي وصل إلى السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد.
وقد اعتقل المالح في أكتوبر/تشرين الأول 2009 وأطلق سراحه الأسبوع الماضي.