غالباً ما يشعر الأمريكيون بالذعر بشأن أسعار الينزين، التي ارتفعت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، جراء الاضطرابات التي تسود في دول منتجة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غير أن سعر البنزين في الولايات المتحدة يقل كثيراً عن نظيره في أوروبا.
وفي حين أن الأمريكيين يشدون شعورهم عند محطات البنزين، يراقبهم الأوروبيون عبر الأطلسي بحسد.
السبب في هذا هو أن سعر البنزين في أوروبا يبلغ ضعف سعره في الولايات المتحدة، بل إن سعره في دول مثل اليونان والدول الاسكندنافيه يزيد كثيراً على ذلك.
ويبلغ متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة حوالي 3.5 دولاراً للغالون، وارتفع سعره بنسبة 34 سنتاً، على مدى 16 يوماً متتالية.
غير أن سعر الغالون في الولايات المتحدة يقل عن نصف نظيره في العاصمة النرويجية أوسلو، وفقاً لموقع الدراسات والأبحاث النرويجي دين سايد، حيث يبلغ سعر الغالون الواحد 9.28 دولاراً.
ومعظم الأوروبيين، بمن فيهم البريطانيون والأيرلنديون والألمان والطليان والفرنسيون، يدفعون مبلغاً يتراوح بين 7.50 و8 دولاراً للغالون، وفقاً لإدارة الطاقة الدولية.
ويدفع الدنماركيون 8.20 دولاراً للغالون الواحد منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، في حين يدفع اليونانيون 8.45 دولاراً للغالون.
الاعتقاد السائد هو أن الأوروبيين يدفعون مبالغ طائلة مقابل ذلك لأنهم ليسوا منتجين للنفط، ولكن هذا الأمر غير صحيح، فالنرويج وبريطانيا تنتجان النفط من حقول النفط الموجودة في بحر الشمال.
وفي إيطاليا، رغم أنها غير منتجة للنفط، إلا أن شركتها النفطية “إني” ENI أكبر شركة منتجة للنفط في إيطاليا، الجارة الجنوبية للبحر المتوسط، ومع ذلك فإن سعر غالون البنزين فيها يبلغ 7.77 دولاراً.
أما سبب ارتفاع أسعار البنزين في هذه الدول فهو الضرائب الكبيرة التي يرزح تحتها شعوب الدول الأوروبية بشكل عام.
من جهتهم، يدفع اليابانيون 6.30 دولاراً للغالون، بينما يدفع الكنديون 4.49 دولاراً.
أما السعر الأرخص للبنزين ففي الدول المنتجة للنفط والصين والهند وذلك بسبب الدعم الهائل الذي تقدمه هذه الدول لأسعار النفط ومشتقاته.
ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الدول تقدم الدعم كنوع من السيطرة على الشارع ومنعه من الاحتجاج، ذلك أن بعض الدول مثل مصر وسوريا والعراق وإيران جوبهت بالاحتجاج عندما حاولت رفع أسعار الوقود.