“إكس خبر” في رحاب مقام “النبي شيث”

إكس خبر- ينتصب في بلدة النبي شيث في بعلبك، مقام النبي شيث الذي اعطى هذه البلدة اسمه. مقام تتواصل ورشة بنائه وتوسيعه باستمرار لاستيعاب عدد الزوار المتزايد من جميع المناطق اللبنانية والدول العربية والذي يزيد عن 40 الفا سنويا.

يؤكد الحاج ابو علي، القائم على خدمة هذا المقام، في حديثه لـ”إكس خبر” ان النبي شيث ابن النبي آدم مدفون في البقاع في هذه البلدة، لافتا الى وجود العديد من الروايات والوثائق والادلة التي تؤكد هذا الامر منها وجود قبر هابيل اخ شيث قرب مدخل الزبداني التي لا تبعد اكثر من اثنين وعشرين كيلومترا ، كذلك وجود قبر ابنه النبي عطريف في بلدة الخريبة المحاذية والتي لا تبعد هي الاخرى اكثر من 10 كيلومترات.

ويرفض الحاج ابو علي التشكيك بهوية صاحب المقام قائلا “اذا لم يكن النبي شيث موجودا في لبنان فما معنى وجود عدة قرى لبنانية من الشمال الى الجنوب ارتبط اسمها باسمه منها “حدشيت” في الشمال، و”جبشيت” و”عدشيت” في الجنوب.

ويؤكد الحاج ابو علي لـ”إكس خبر” ان مقام النبي شيث كان مشيدا قبل أكثر من 900 عاما اذ يوجد لوحة حجرية مكتوب عليها انه جرى تشييد المقام وترميمه منذ اكثر من 400 عام وقد نقش على اللوحة “انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر”.

وقبل 200 سنة اعيد تأهيله واضيفت ابنية جديدة على يد الحاج حسن الهمداني بتكليف من النبي شيث شخصيا كما يقول ابوعلي.

فقدد رأى الهمداني في منامه، وهذه القصة مشهورة بين الاهالي هناك، ان النبي طلب منه توسيع المقام لاستقبال الناس.

وفي نيسان 1995 تم اعادة بناء المقام على يد المحسنين من ابناء البلدة ومن تبرعاتهم.

مواصفات المقام

تبلغ المساحة الحالية للمقام 1900 م بعد ان كانت لا تتعدى الـ500 متر، وهو مؤلف من 4 طوابق، ومن حسينيتين، وجامع، ويوجد حمامات لـ27 متوضأ.

ويوجد طابقان خلف المسجد، يتألف كل منهما من غرفة مسلخ، غرفة داخلية للعائلة، غرفة جلوس، مطبخ كبير، وحمام داخلي، مجهزين للمنامة وللعائلات التي تحب المبيت قرب المقام.

ويُلفت الزائر طول الضريح الذي يبلغ 30 مترا. اما السبب في ذلك كما يقول ابو علي لاكس خبر، فهو عدم تحديد موضع القبر بدقة من قبل القيمين الاولين، والثاني كثافة عدد الزوار والحجيج الذي استدعى توسيع رقعة القبر كي يستطيعوا ان يطوفوا حول القبر.

اناس يتحدثون عن معجزات

يروي الكثير من الزوار عن كرامات حصلت في حضرة المقام، منها معجزة يتداولها الناس منذ عام 1946 حيث جرت هذه المعجزة اثناء بناء المئذنة الحجرية القديمة والباقية كشاهد حتى اليوم. فقد جرى نقاش وجدال بين البنّاء وهو مسيحي، وبين المشرفين على المقام، حول حقيقة وصحة وجود قبر النبي في هذه البقعة.

يقول ابو علي “ولأن لكل من انبياء الله كرامات، طلب البنّاء ان يرمى ابريق الفخار من اعلى المئذنة فاذا سلم الابريق ثبت وجود جثمان النبي في هذا المكان، والا تحول البناء الى مسجد ليس إلا.

ولما قبل القيمون على والحاضرون من اهل البلدة التحدي، ادلى البنّاء بحبله من اعلى المئذنة ليرفع ابريقا مليئا بالماء ثم رماه، لا لينكسر ويتهشم كما يفترض حسب القوانين الطبيعية، بل ليستوي سالما كما لو ان يدا وضعته بلطف واناة ومن دون ان تراق منه نقطة ماء واحدة، مما حدا بالمسيحي الى ان ينطق بالشهادتين ويسامح بأجره وما يستحقه من مال حبا وتعظيما لصاحب المقام.

أما في الحاضر، فيقول ابو علي، يندر ان يمر يوم لا تسمع فيه او تشهد استجابة النبي لدعوات زواره وقاصديه من أرباب الحوائج والمرض من كافة الطوائف.

من هو شيث؟

شيث ابن نبي الله آدم. أمه جواء ولقبه هبة الله. تقول الروايات انه بعد ان قتل قابيل اخاه هابيل، اغتم ادم كثيرا وبكى على هابيل وناجى ربه قائلا: رب هب لي ولدا صالحا فوهبه الله شيث كي تقر عينه وينجلي حزنه.