اكس خبر – أعلنت عائلة خاشقجي وفاة الملياردير السعودي عدنان خاشقجي أحد أغنى أغنياء العالم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عن عمر يناهز الـ 82 عاما في مدينة لندن أثناء علاجه من مرض باركنسون.
ونعت عائلة الخاشقجي الراحل، مشيرة الى انه كان رمزا من رموز الوطنية والشخصيات العربية الرائدة التي كان لها دور مؤثر في الأحداث الإقليمية والدولية، ودخل التاريخ كرجل عصامي اشتهر بكرمه وأعماله الإنسانية وحبه لعائلته ووطنه، وكسب احترام جميع من عرفه لأمانته وأخلاقه العالية.
واضاف البيان: لقد عاش خاشقجي ايامه الاخيرة بنفس الفخامة والقوة والكرامة التي ميزت حياته المذهلة.
وذكرت بيان العائلة ان عدنان خاشقجي كان رائدا حقق شهرة عالمية في عصر ذهبي من خلال انجازاته المذهلة في مجال الاعمال وسخائه المعروف، لقد ادرك والدنا فن التقريب بين الناس اكثر من أي شخص آخر.
واضاف: لقد جمع بين الذكاء التجاري والإخلاص التام لبلده، المملكة العربية السعودية، وكان عمله يدعم دائما مصالح بلده.
وكان عدنان خاشقجي قد ولد من أب كان يعمل طبيبا للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ووفقا لمحاضرة ألقاها خاشقجي قبل سنوات ونشرتها «البلاد»، فقد بعثه والده لكلية فكتوريا بالإسكندرية، فأتمها بامتياز.
ونصحه أصدقاؤه بإدخاله إحدى الجامعات الأميركية، فاختار له جامعة شيكو بشمال كالفورنيا، ووجد الطالب عدنان محمد خاشقجي نفسه مشدودا بين المال والعلم، فأدرك أن القليل من العلم يكفي، لكن ميزان التجارة أوسع، فاشترى بكل ما أرسله له أبوه من نقد عربة نقل كبيرة، واتفق مع صديقه أن يعمل عليها، فكانت البداية التي حملته لسوق التجارة العالمي، وأدرك أن بلاده صحراوية تحتاج لهذا النوع من الناقلات، فكانت أول صفقة أجراها مع الشيخ محمد بن لادن، وأصبح وكيلا للشركة.
وانتهز فرصة احتياج الجيش السعودي في العام 1959 إلى نوع أكبر من السيارات لنقل الجنود والمعدات، فوفر لهم ذلك، وبعدها دخل في صيانة مطار الظهران بعد انسحاب الأميركيين، وتعرف يومها على الشركات الأميركية الكبيرة، ومنحته وكالات السلاح والطائرات وكالاتها في المملكة والشرق الأوسط، فأصبح وكيلا للشركات الأميركية الشهيرة، كما أسس شركات بلغت الستين، منها شركات في سويسرا، واميركا، وغيرها من دول العالم، وطور علاقاته مع الزعماء والرؤساء.
خاشقجي هو خال دودي الفايد، آخر رجل أحبته الأميرة البريطانية الراحلة ديانا، اذ ان شقيقته الراحلة سميرة تزوجت من محمد الفايد المالك السابق لمتاجر هارودز الشهيرة في بريطانيا، وكان الخاشقجي ـ رحمه الله ـ قد ذكر في لقاء مع «الأنباء» اجراه الزميل محمد الحسيني في يونيو 2008 ان الامر كان باعتقاده مجرد حادث لأنه لم يقتنع يوما بوجود مؤامرة خلف الحادث، لأنه ليس من السهل إتمام مؤامرة كتلك او المخاطرة بها.
واستعرض خاشقجي لـ «الأنباء» بداياته، معتبرا انه لم يكن يوما تاجر سلاح بالمعنى التقليدي، ولم يعقد صفقات اسلحة مباشرة بين الدول او الشركات التي يتعامل معها مثل لوكهيد ونورثروب، لا تبيع اسلحة هجومية مثل البنادق او القنابل، وانما معدات للدفاع مثل صواريخ هوك، وليس لدينا أي مخازن نجمع فيها سلاحا ونبيعه، اذن يمكن القول اني كنت مستشارا، بما في ذلك شؤون الصيانة والتدريب، وعادة ما كنا نفيد الدول التي نتعامل معها، فالعمال الذين يتدربون على بعض انظمة الاسلحة الدفاعية المتطورة يتركون العسكرية بعد فترة، كما حصل في ايران ايام الشاه، ويدخلون في مجال الصناعة المحلية الالكترونية ويفيدون اقتصاد بلادهم.
وذكر خاشقجي في اللقاء ذاته مع «الأنباء» انه هو منتج فيلم «الرسالة» الشهير، مؤكدا انه انتج 4 افلام سينمائية احدها «الرسالة» وهو اهم فيلم انتجه، موضحا أن المخرج العالمي المرحوم مصطفى العقاد يعد من ابرز من تعامل معهم، اضافة الى الفنان أنطوني كوين، كما اكد في اللقاء ان اذكى رئيس اميركي قابله كان ريتشارد نيكسون، حيث عرفه عن قرب، وكان يسجل اهم ما يقوله محدثه في مذكرة يحتفظ بها دوما في جيبه، موضحا ان نيكسون كان يعمل محاميا استشاريا له في بعض القضايا التجارية الخاصة.